الهاتف النقال وأبولو 11 - 22 مارس 2010
2021-11-10 543
في الخامس عشر من يوليو من العام 1969م، انطلقت المركبة الفضائية أبولو 11 كأول رحلة إلى القمر، وكان الأمريكي نيل أرمسترونج .. يعتبر أول إنسان وطأت قدماه في التاريخ على القمر تبعه زميله في الرحلة وكان إنجازا عظيما، ففي الساعة العاشرة والدقيقة الخمسين من يوم الأحد الموافق 20 من شهر يوليو من العام 1969م هبطت المركبة الفضائية على سطح القمر وفي صباح اليوم التالي كان أرمسترونج يمشي على سطح القمر وحينها قال جملته المشهورة ..
خطوة واحدة لرجل ولكنها قفزة هائلة للبشرية
في ذلك الوقت عارض الكثير من الأمريكيين تلك الرحلة لسببين، الأول نسبة الخطورة العالية والسبب الثاني التكاليف المالية الباهظة لها، ولكن إصرار الرئيس الأمريكي جون كيندي .. في ذلك الوقت ساهم في انطلاق تلك الرحلة والتي ينعم العالم بنتائجها في هذه الأيام، وما وسائل الاتصالات الحديثة وتقنية المعلومات وشبكة الانترنت التي تستخدم بيسر وسهولة في هذه الأيام إلا من نتائج تلك الرحلة العظيمة لدرجة أن كل دولار أمريكي صرف في ذلك الوقت على تلك الرحلة فإن مردوده في هذه الأيام حسب التقديرات يفوق بكثير 20.000 ألف دولار.
فعلى سبيل المثال لا الحصر يعتبر الهاتف النقال أحد فوائد رحلة أبولو 11، حيث يعتبر من أدوات الاتصال اللاسلكي والذي يعود تاريخه إلى العام 1974م عندما بدأت شركة لوست تكنولوجي التجارب عليه في معملها بولاية نيوجيرسي الأمريكية، علما بأنها لم تكن صاحبة أول تلفون محمول بل كان صاحب هذا الإنجاز هو الأمريكي ماركن كوبر .. الباحث في شركة موتورولا للاتصالات في ولاية شيكاغو الأمريكية، وذلك عندما أجرى أول مكالمة في الثالث من أبريل من العام 1973م، وبالرغم من الفوائد الجمة للهاتف النقال إلا أن استعماله أثناء القيادة أدى إلى كوارث مرورية خطيرة، فقد أشار التقرير الرابع لحوادث المرور الصادر عن الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، أن تشتت ذهن سائق المركبة يعتبر السبب الثاني لوقوع الحادثة المرورية، وقد وجد أن 80 في المائة من تشتت ذهن سائق المركبة مرده استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة.
وفي دراسة نشرت في مركز تحليل المخاطر التابع لجامعة هارفرد في العام 2003م، وجد أن استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة أدى إلى حدوث ما يفوق 700 ألف حادثة خطيرة، وفي نفس الدراسة ظهر أن احتمال حدوث الحادثة بسبب استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة أكثر بما مقداره أربعة أضعاف احتمال حدوث الحادثة بسبب القيادة تحت تأثير الكحول، وقد وجد أيضا أن إرسال رسالة هاتفية من السائق أثناء قيادة المركبة يكون احتمال وقوع الحادثة في هذه الحالة ثمانية أضعاف احتمال وقوعها عندما يكون السائق تحت تأثير الكحول.
وما نشاهده الآن من كوارث مرورية تكون في الغالب نتيجة القيادة أثناء استعمال الهاتف المحمول، ومن ثم يتعين على قائد المركبة أن يختار بين القيادة بأمان أو عواقب القيادة أثناء استخدام الهاتف النقال.
* وكيل جامعة أم القرى للأعمال والإبداع المعرفي